منحة و ليست محنة

بقلم : أحد الأبطال المجهولين

تحرير : مريم المغربي

كل منا يعاني بطريقة أو أخرى و لكن عندما يتعلق الأمر بمواجهة حقيقة أنفسنا و إكتشاف أننا لم نكن نعرفنا من الأساس من أشد المواجهات وطأة و أثرا على النفس، و لا يمكننا توقع عواقبها فإما أن نكتشف أننا أضعف و أسوأ كثيرا مما كنا نظن أو أنها تكون بداية عهد جديد تماما نحيا به و نعرف فيه من نحن، كم نحن أقوياء و إلام نرنو!

و هذا بالضبط ما حدث لي.. التعبير عن هذا ليس باليسير لكني سأحاول.. كنت فتاة عادية.. لا، أفضل من العادية أو لكي أكون صادقة لم أكن أعلم أعادية أنا لا فرق بيني و بين الجميع أما أنني أمتلك مقومات عنهم!

ظللت على هذه الحالة حتى أتت اللحظة الفاصلة بين حياتين.. حياة التيه و حياة الإدراك، لحظة أول فشل حقيقي، يقولون أننا يجب أن نتعلم من أخطائنا و فشلنا و نجعلها الدافع لحياتنا الآتية و أنا الآن أتفق معهم كلية لكن لا أعتقد أنني كنت أؤمن بهذا حينها.. لم أكن أرى سوى الظلام فمن الطبيعي ألا أرى أية حقائق أو منح! حياة دراسية صدمتني و جعلتني أواجه و أدرك معنى الفشل ثم في لمح البصر وجدت أن الأمر لم يقتصر عليها لأجد أن حياتي الإجتماعية تنهار هي الأخرى.

صدمات و خيبات متتالية ممن كانوا يدعون أصدقاء، المؤلم أنه و بالرغم مما أعاني كنت أحتاج السلام فقط السلام و ألا يحكم أحدهم علي بإنطباع أبعد ما يكون عن الحقيقة و بالطبع لم أحظ بهذا فبت كالغريق الذي إجتمع عليه برودة الماء و تلاطم الأمواج، الخوف و الألم و الظلام الحالك!

يقولون رب ضارة نافعة و هذه المحنة كانت مليئة بالمنح يكفي تغير نظرتي للحياة و أنه لا ضير من الفشل و الخطأ و أن جميع بني آدم خطاء، و أن السعادة تكمن في الرضا و ليس بالضرورة أن نمتلك كل شئ، يكفينا فقط الرضا بقضاء الله و أنه خلقنا في هذه في كبد و الحياة لا يجب أن تكون على وتيرة واحدة دائما فكيف سأعرف قيمة النور إذا لم أتعرف على الظلام قبله! و أنه علينا مواصلة السعي و ليس بالضرورة إدراك النجاح المزعوم و أن مواصلة السعي هي النجاح الحقيقي!

في نهاية قصتي القصيرة لابد أن أشكرها -أمي- البطلة الحقيقية لهذه القصة! و د. هاوس مهون الوقت في ليال كثيرة.

كل أمنياتي بالشفا و القوة للمحاربين و ال survivors -من يشبهوننا- في كل مكان.