top of page

متلازمة الفارس ذو الحصان الأبيض

  • Writer: psychotopia
    psychotopia
  • Dec 29, 2018
  • 2 min read

بقلم : مي محسن

"أنا هنا الآن..." جملة نبيلة .. تُشعرنا بالأمان .. يبدو عليها اللطف .. تماما كما يبدو دور "الفارس ذو الحصان الأبيض " .. لطيف وجميل من الخارج .. لكن في داخله مظلم، حالك ومشوه حيث يقوم هذا الفارس بانتقاء كل صاحب عجز واحتياج .. كل ضعيف ومشوه .. فقط ليعتنِ به ..! ربما يدور بذهنك الآن أن هذا جيد ! .. فما المشكلة بشخص يعتني بي !..لا يا صديقي ! يوجد بالأمر خدعة . فهذا الشخص لديه ما ندعوه ب " متلازمة المنقذ " .. يتقلد دائما دور البطل ..يودك أن تعتمد عليه في جل أمرك ..حتى لا تستطيع الاستغناء عنه أبدا .. وإن استغنيت ..سيبحث عن آخر لينقذه ينقذه من أي شيء وبأي طريقة ..وإن لم يكن في مشكلة حقيقية ..سيختلقها هو لينقذه منها .. ينقذك حتى يمتلكك حرفيا . ويهدف " المنقذ " بأسلوب حياته هذا ..في نيل القبول ، والرضى ، وخالص الحب .. ويعتقد أن هذا هو ما سيجعله يحيا حياه سعيدة ..لكن الأمر عادة لا يعود عليه بتلك السعادة التي يفتش عنها ! فغالبا ما يعتبر الناس مساعدته أمر واجب ! .. منطقي .. وبديهي ، يعتادون على مساعدته ، يعتادون على امتصاصه حتى آخر نقطة ، وإن لم يعينهم في امتصاصه يتهمونه بالتقصير ! مساعدة الناس أمر جيد ؟! بالطبع ..! ..لكن احترس ! لا يجب أبدا وتحت أي ظرف من الظروف أن تسيطر فكرة مساعدتهم عليك حتى تتقدم في المرتبه الأولى .. لتحتل مكانة حق نفسك عليك !

دعنا من هذا ولنأتي للسيناريو الأسوأ : الذي يتقلده أغلب المصابين بعقلية المنقذ .. وهو عند وعيهم التام بمشكلتهم لا يسعون أبدا لعلاجها ..لاعتقادهم أن هذا أمر جيد ونبيل ، فمساعدة الغير واجبه ..وعدم الحصول على مقابل أمر غير مهم بالمرة ..فهذا يجعلهم أفضل من غيرهم ..

إن المنقذ دائما في حاجة لضحية .. ضحية تشعره بالتقدير والقبول الذي لم يشعر به سابقا ..فيسعى لنيله حاليا المنقذ أحيانا يتحول هو ذاته إلى ضحية .. إن لم يجد هذا التقدير وهذا القبول بعد كل هذا العناء من أجل الآخر .. يتحول لضحية ترى نفسها تفعل الكثير دون جدوى .. دون نتيجة .. دون تقدير من الحياه أو ساكنيها إن كنت تمارس هذا الدور ..فأعلم أنك بحاجة لإعادة النظر في أمور حياتك .. وما وراء أفعالك ونواياك وأنقذ نفسك أولا .. فأنت تُنهش من الداخل ولا تعلم !

لذا يجب عليك أن : -تعالج مشاعرك مع العائلة .. الأصدقاء.. أو أيا يكن -تضع حدودًا مع الشخص الآخر الذي يسمح لك بالاهتمام به في محاولة "حفظه" .. قل "ربما" أو "لا" قبل قول "نعم" من أجل أن تمنح نفسك الوقت لموازنة الخيارات -تأخذ وقتك بما فيه الكفاية لتكن على بينة من الخيارات -تحاول الوصول إلى الدعم من المعالج من أجل الحصول على تقييم موضوعي لقضيتك -تترك للآخر المتسع لتحمل المسؤولية عن أفعاله -تقم بأفضل ما يمكنك القيام به لدعم من تود دعمه ومن ثم "اترك" النتائج -تعيد تعريف مفهوم المساعدة والاهتمام بداخلك وإن لم تفعل .. فانتبه ! أنت ترجع إلى الخلف .



المصادر

 
 
 

Comments


©2018 by psychotopia. Proudly created with Wix.com

bottom of page