”في الصباح التالي ليوم انتحاري“
- psychotopia
- Nov 16, 2018
- 2 min read
ترجمة: إيمان حبور
في الصباح التالي ليوم انتحاري .. استيقظتُ.
أعددت لنفسي الإفطار في الفراش،
قمت بإضافة الملح والفلفل إلى البيض واستخدمت الخبز لإعداد شطيرة من الجبن واللحم،
عصرت حبة "الجريب فروت" لأصنع لنفسي كوبًا من العصير،
أزلتُ الغبار عن المقلاة ونظفت المنضدة من الزبد، ثم غسلتُ الأطباق وطويت المناشف.
في الصباح التالي ليوم انتحاري .. وقعت في الحب.
لا في حب الفتى الذي يقطن في آخر الشارع أو ناظر المدرسة الإعدادية،
ولا في حب العدّاء اليومي أو البقال .. الذي كان دومًا ما يترك ثمار الأڤوكادو خارج الكيس.
بل وقعت في حب أمي، والطريقة التي جلست بها على أرضية غرفتي ممسكة بكل حَجَر من تشكيلتي في راحتيها حتى استحال لونهم داكنًا بفِعل العَرَق.
وقعت في حب أبي وهو بجانب النهر بينما كان يضع رسالتي داخل زجاجة ليرسلها مع التيار.
وقعت في حب أخي، الذي كان يومًا ما يؤمن بوجود وحيد القرن، والآن يجلس على مقعده بالمدرسة يحاول يائسًا أن يؤمن .. أنني ما زلت موجودة.
في الصباح التالي ليوم انتحاري .. أخذت الكلبة في جولة.
شاهدت كيف ينتفض ذيلها عندما يطير عصفور بالقرب منها وكيف تتزايد سرعتها عند لمح قطة،
رأيت الفراغ الخاوي في عينيها عندما بلغت عصا واستدارت لتحييني حتى نلعب معًا فوجَدَت مكاني شاغرًا لا يحوي إلا السماء الواسعة،
وقفت بالقرب منها بينما كان الغرباء يربّتون على رأسها فتذبل تحت لمستهم كما كانت تفعل معي من قبل.
في الصباح التالي ليوم انتحاري .. عدت أدراجي إلى فناء الجيران حيث تركت آثار أقدامي في الأسمنت عندما كان عمري عامين فقط .. وشاهدت كيف أنهم قد بدأوا في التلاشي بالفعل.
اقتطفت بعض الزنابق واقتلعت بعض الأعشاب وشاهدت السيدة العجوز من خلال نافذتها بينما كانت تقرأ الجريدة التي تذيع خبر وفاتي،
رأيت زوجها يبصق التبغ داخل حوض المطبخ ويجلب لها دواءها اليومي.
في الصباح التالي ليوم انتحاري .. شاهدت الشمس تسطع.
تفتحت كل شجرة برتقال كالكَفّ،
وأشار الطفل الموجود في آخر الشارع إلى سحابة حمراء وحيدة لتراها أمه.
في الصباح التالي ليوم انتحاري عدت لذلك الجسد الملقَى في المشرحة وحاولت أن أحملها على التفكير بعقلانية،
أخبرتها عن الأڤوكادو والأحجار والنهر .. وعن والديها،
أخبرتها عن غروب الشمس، والكلبة والشاطئ.
في الصباح التالي ليوم انتحاري حاولت أن أرجِع عن انتحاري .. لكنني لم أنجح في ذلك.
تذكر هذا: وفقًا لصحيفة نيو إنغلند الطبية فإن ثُلث إلى ٨٠% من محاولات الانتحار هي عبارة عن أفعال مندفعة، و٩٠% من الأشخاص الذين نجوا من محاولات الانتحار لا يعيدون الكرَّة لاحقًا.
المصدر:
Comments