عجز التعلم العام

بقلم : جهاد عبد الجليل

تحرير : غيداء الصاوى

الاضطراب العقلي النمائي (عجز التعلم العام) هو واحد من الأمراض الشائعة في المجتمع خاصة بين الأطفال والمراهقين، وهو يؤثر على الصحة النفسية بشكل كبير، وقد تم تعريفه بواسطة منظمة الصحة العالمية على أنه ضعف في الأداء الفكري والتكيفي، وطبقًا للإحصائيات؛ هناك أكثر من ٩٥ مليون شخص حول العالم مصاب بهذا المرض، أي ما يعادل ٢-٣% من سكان العالم.

عجز التعلم العام هو انخفاض معدل الذكاء عن المعدل المتوسط، وضعف في مهارات التواصل الاجتماعية وغيرها من اللازم لممارسة الحياة اليومية، الأشخاص المصابون بهذا النوع من الاضطراب يمكنهم تعلم مهارات جديدة ولكن ببطء.

الأشخاص المصابون بعجز التعلم العام تتضح عليهم الأعراض الآتية:

· تأخر اللغة الشفهية.

· عجز في مهارات التذكر.

· صعوبة في تعلم القواعد الاجتماعية.

· تأخر تطور السلوكيات التكيفية كمهارات مساعدة الذات والعناية بالنفس.

قد لا تكون الإعاقة الذهنية ظاهرة حتى يدخل الطفل المدىرسة، أو يضطر إلى التعامل في المجتمع بشكل مباشر فتظهر في سلوكياته.

وقد تكون هذه الإعاقة خفيفة، حيث يتمكن أفرادها من تعلم الأسس التعليمية (القراءة والحساب)، ويستطيعون تعلم العناية بأنفسهم فيمكنهم استخدام وسائل النقل المحلية بمفردهم على سبيل المثال، ويمكنهم العيش مستقلين، والحصول على وظيفة.

وقد تكون هذه الإعاقة متوسطة، فتكون ظاهرة في السنوات الأولى من العمر، ويكون تأخر النطق هو علامة شائعة تصاحب هذا النوع، فيحتاجون عندها دعمًا كبيرًا من أجل محاولة المشاركة في المجتمع.

وقد تكون هذه الإعاقة عميقة، يحتاج أصحابها الدعم والمراقبة طوال الحياة، وقد لا يستطيعون تعلم الممارسات اليومية، وبالتالي يحتاجون إلى مرافق بدوام كامل.

يصاب البشر بعجز التعلم العام لعدة أسباب منها:

· جينات غير طبيعية موروثة من الآباء، أو أخطاء في اندماج الجينات، وتكون مصاحبة لمتلازمة داون أو متلازمة كلينفلنر.

· مشاكل أثناء الحمل: عدم التطور الكامل للجنين، أو شرب الكحولات، أو الإصابة بعدوى الحصبة الألمانية.

· المشاكل أثناء الولادة: عدم الحصول على أكسجين كافي يسبب إعاقة نمائية بسبب التلف الحاصل في الدماغ.

· التعرض إلي أمراض معينة منها: السعال الديكي، والحصبة، وعدوى الالتهاب السحائي )إذا لم يحصل المريض على الرعاية الطبية اللازمة في الوقت المناسب).

· التعرض لبعض السموم: الرصاص والزئبق.

· نقص اليود يعد سببًا للإعاقة الذهنية في بعض الدول النامية ذات المجاعات.

يؤثر الاضطراب على الصحة النفسية للمريض بشكل كبير

حيث قد يتعرض للإهمال من الأسرة، وقد يتعرض للعنف المنزلي مما قد يسبب إصابته بالاكتئاب، و قد يصاب أسر هؤلاء المرضى بالقلق والخوف الشديد على سلامة أبنائهم.

كما يجب أن نفرق بين عجز التعلم العام و الفشل لأنه غالبًا ما يجمع المجتمع بينهما أنهما سبب و نتيجة للآخر

والحقيقة أن المصاب بهذا المرض قد ينجح في حياته، ويحقق ما لم يحققه الإنسان الصحيح، فهو مثل سائر البشر، لا يجب التمييز بينه وبين غيره.

بينما قد يفشل الإنسان الصحيح بخطأ منه كالكسل، وبعض العوامل الأخرى في الحياة.

وهناك بعض التعليمات والممارسات التي يجب اتباعها لتعلم كيفية التعايش مع الأمر، حيث لا يمكن الشفاء عقليًّا، ولكن يمكن التعامل معه بعمل الكثير لمساعدتهم في النمو العقلي والاجتماعي، عن طريق تدريبهم من الطفولة حتيى بلوغهم سن الرشد، كما تجب توعية المجتمع بعدم التمييز بينهم و بين الآخرين، سواءً في الحياة اليومية أو الوظائف، فيتم توفير أماكن التوظيف لهم عن طريق ورش خاصة.

---

المصادر

1- Psychology wiki

2- WHO world report disability

3- Science direct

4- Abnormal child psychology

5- Mental retardation marcio vasconcelos