top of page

خرافات عن الانتحار

  • Writer: psychotopia
    psychotopia
  • Dec 13, 2018
  • 3 min read

بقلم/سهى سمير


"من المؤسف أننا مازلنا نلتقي بمنتحر دافعه للانتحار ليس الحب."

- جابرييل غارسيا ماركيز


نعم أنا أتحدث هنا عمن يعيشون بيننا ؛ وبجعبتهم ذلك الاعتقاد بأنه إذا رفضتهم الأرض فربما لن تلفظهم السماء هى الأخرى

" المنتحرين".

ربما نستطيع تقديم المساعدة لهم -ولكن-أولًا يجب أن نقوم بسبر أغوار تلك القضية سويا وفهم ماهيتها، فنحن لانستطيع التعامل مع أي قضية دون الاطلاع عليها ،ومعرفتها جيدًا وهذا ما يقودنا إليه موضوع هذا المقال .

وهو قولبة بعضنا البعض وإصدار الأحكام الجائرة دون محاولة الإنصات أو الفهم ...

وسأذكر هنا بعض القوالب والخرافات المرتبطة بالانتحار:


*لا يقدم على الإنتحار سوى المرضى النفسيين.

يصاب بعض مرضى الاضطرابات النفسية بالميول الانتحارية مما يدفعهم للإقدام على الانتحار؛ لكن ليست تلك الأسباب الوحيدة فأحيانا يصاب المرء بحزن شديد نتيجة فقدان شخص عزيز،أو التعرض المستمر للرفض ،أو الاعتداءات الجنسية المتكررة ،والعديد من المسببات الأخرى التي تفقد المرء اتصاله بالحياة فلا يملك أدنى مفر سوى "الرحيل".


2- من يتحدثون كثيرًا عن رغبتهم بالانتحار هم فقط ملفتي الانتباه:

حسنًا يمكن أن يكون ذلك في بعض الأحيان صحيحًا وسأتطرق لذلك الموضوع في مقال آخر.

قتل الإنسان لنفسه ليس أفضل فعل في العالم لكي يتشدق شخص ما برغبته في القيام به ،فأحيانًا يريد المنتحر أن يحصل على المساعدة بطريقة غير مباشرة عن طريق إظهار مشاعره الحقيقية تجاه الحياة خلال كلامه وسلوكياته كما يزداد لديه الميل للعزلة بعيدًا عن صخب الحياة التي لا يتحملها، وذلك يكون بمثابة نداء استغاثة كي لا يوصله ألمه للنهاية.

فمن ينتحر لا يريد بالتأكيد الموت لكنه أيضًا غير قادر على احتمال الحياة.


3- البالغين فقط هم المعرضون لامتلاك ميول انتحارية:

يظن العديد من البالغين أن حياة الأطفال بسيطة فهم لم يتعرضوا بعد لضغوطات الحياة العملية والاجتماعية التي يتعرض لها البالغون وأن فرصة اكتئاب طفل أو تفكيره في الانتحار فرصة مستحيلة، ولكن في الحقيقة أن لكل مرحلة عمرية عقباتها وتحدياتها الخاصة بها، فالبالغون كانوا يومًا أطفالًا؛ لكنهم انغمسوا في حاضرهم حتى لم يعودوا يشعرون كيف كان شعورهم في الماضي.

منذ فترة كنت فى إحدى المناسابات وذُكِرَ الإنتحار كمحور للنقاش، فعلقت إحدى الفتيات أن الميول الانتحارية لا تتناهى فقط للبالغين وإنما للأطفال أيضًا فعقّبت فتاة أخرى ساخرة بأن البالغين هم من يدفعوا الأطفال للانتحار.

نعم هذا صحيح فدفع بعض البالغين لأطفالهم للحصول على علامات دراسية مرتفعة دون النظر لقدراتهم على التحصيل الدراسي ،ودفعهم المستمر ليكونوا الأكثر تفوقًا والأكثر تميزًا ،فيظهروا مقادير محسوبة ومشروطة من الحب وأحيانًا يقوموا بمنعها عند عدم حصول الأطفال على النتيجة المرجوة. كل هذا ربما يدفع الأطفال للاكتئاب بسبب شعورهم المستمر بالرفض وعدم الاستحقاق مما يصل بهم أحيانَا للانتحار.

كما تشكل الاعتداءات الجنسية بالأطفال والتعرض المستمر للتنمر من قِبَل الأطفال الأخرى دافعًا للاكتئاب والميول الانتحارية لديهم.


5- من يقدم على الانتحار فهو شخص ضعيف:

"لو كان العقل البشري بسيط التكوين، بحيث يسهل فهمه، لكنّا جد بلهاء أمام فهمه".

-جوستاين غاردر

أحيانًا أتسائل لما يزدري العديد من الناس الضعف ،ويقومون بنفيه عن شخوصهم وكأنه مرض خبيث ،أو عار يجب إخفائه!

ألا يمتلك الانسان الضعف والقوة معا؟!

فإن كان قويًا طوال حياته. فكيف يكون إذا قويَا بالنسبة لأي شئ سوى بالنسبة لضعفه.

نحن وُلِدنَا بشرًا ولم يتم صنعنا من رقائق معدنية كالآلات لكي يتحتم علينا أن نكون على نمط معين من السلوكيات.

وأنا هنا لا أنفي ،ولا أؤكد أن الانتحار دليل على الضعف ،ولكني أرفض قولبته تحت هذا النوع من المسميات ،فلكل إنسان نقطة الإنهيار الخاصة به التي يبلغها في وقت ما ،أو لا يبلغها مطلقًا ،وهذا لا يعني أنه شخص ضعيف أو أيًا يكن المسمى وإنما إنسانًا،بشرًيا.


6- التحدث عن الانتحار مع شخص لديه ميول انتحارية يزيد من الأمر سوءًا:

عندما تسأَل شخص ما عن شعوره أو عما إذا راودته أفكار انتحارية من قبل وتُنصِت إليه، فإنك تُشعِره أنك مهتم به ،ويمكنك تفهمه فيصل إليه أنك لن تقوم بقولبته ،أو النفور منه فلا يخجل ويصبح قادرًا على إزاحة الثقل الموجود على صدره ،ويشعر بأريحية لطلبه المساعدة منك




المصادر:

http://tspn.org/myths-about-suicide

https://www.aetna.com/health-guide/suicide-myths-and-facts.html

https://www.health24.com/Medical/Depression/Suicide/7-myths-about-suicide-busted-20180910

 
 
 

Comments


©2018 by psychotopia. Proudly created with Wix.com

bottom of page