top of page

حزن الفقد

  • Writer: psychotopia
    psychotopia
  • Sep 27, 2018
  • 2 min read

بقلم : روان دويدار

ترجمة : إيمان حبور

مراحل الحزن الخمس .. أهي كذلك فعلًا؟


إذا كنت تقرأ هذا المقال فإنك على الأرجح من المهتمين بعلم النفس، وإذا كنت كذلك بالفعل فإنك على الأرجح قد سمعت بنموذج مراحل الحزن الخمسة.

لم تسمع به؟

إذن دعني أنعش ذاكرتك قليلًا؛ الإنكار والغضب والمساومة والاكتئاب ثم التقبل.

تم تقديم هذا النموذج -الذي يعرف أيضًا بنموذج كيوبلر روس- لأول مرة عام ١٩٦٩ بواسطة الطبيبة النفسانية الأمريكية/السويسرية إليزابيث كيوبلر، وكان يشكل طفرةً في ذلك الوقت.

والسؤال هو: بعد مرور ٥٠ عامًا طوال هل ما زال ذلك النموذج مفيدًا؟ وللإجابة عن هذا السؤال دعنا نتعمق قليلًا داخل الحزن.


ما هو حزن الفقد وما أنواعه؟

إن الحزن استجابة طبيعية للفَقْد، عندما يفقد الإنسان شخصًا أو شيئًا يحبه، ويتبدَّى الحزن بطرق متعددة ومن ثَمَّ فإن هناك أنواعًا مختلفة من الحزن.

فهناك على سبيل المثال الحزن الاستباقي الذي يبدأ قبل حدوث الفقد الفعلي، ويحدث هذا النوع بشكل أكثر شيوعًا في المرضى المصابين بأمراض مميتة.

وعلاوة على ذلك يوجد أيضًا الحزن المتأخر ويحدث عندما لا يبدأ الشخص في اختبار أعراض الحزن إلا بعد حدوث الفقد بمدة طويلة، وفي العديد من الحالات يتجنب الشخص حقيقة الفقد بشكل شعوري أو لا شعوري.

كما يوجد الحزن المكبوت ويحدث عندما يحتفظ الشخص بأعراض حزنه لنفسه إلى أن تظهر تلك الأعراض على الجسم مصحوبة عادةً بأمراض جسدية.

وأخيرًا يوجد الحزن المزمن وهو نوع قوي من الحزن وفيه لا تتلاشى الأعراض بمرور الوقت.


مظاهر الحزن:

وكما توجد أنواع مختلفة من الحزن فإن مظاهر الحزن تختلف أيضًا بشكل كبير من شخص لآخر وفقًا لعدد كبير من العوامل، حيث يمكن التعبير عنه في صورة مظاهر جسدية أو عاطفية أو سلوكية أو إدراكية.

وتتنوع الشكاوى الجسدية بين آلام في الجسم وأرق ودوار وضيق في التنفس، أما الأعراض العاطفية فقد تتضمن شعورًا بالذنب والغضب والاستياء والصدمة، كما تتواجد الأعراض السلوكية والإدراكية في صورة بكاء وتهرّب وانسحاب وأحلام قوية.


كيف أساعد صديقًا أو فردًا في العائلة ليتغلب على الحزن؟

الإجابة هي أنك لا تساعده، لا يجب النظر للحزن على أنه مشكلة يجب حلها، بل يجب اعتباره عمليةً يجب المرور بها مهما كانت مدتها وشكلها، إلا أن الأصدقاء وأفراد العائلة عادةً ما يتجهون إلى حث الفاقدين على تخطي الألم، وهو ما يخلق شعورًا داخلهم بأن هناك شيئًا خاطئًا حيال ما يشعرون به فيشعرون بأنهم منبوذون ولا يتلقون دعمًا أثناء تألمهم، وفي النهاية يتفاقم الألم الذي لا يتم التعبير عنه ليخلق مشاكل أكبر.

إن أفضل طريقة للتعامل مع الحزن هي من خلال الرِفقة والمصادقة وأن توفر للشخص الحزين أذنًا صاغية متى أراد أن يتحدث دون أن توجه إليه أسئلةً أو تقدم له نصائح ما لم يطلب ذلك.


وخلاصة القول أن الحزن عملية مخصصة للغاية لا يمكن حصرها داخل إطار زمني أو مراحل محددة أو شكل من أشكال التعبير، وإذا شكَّلنا فهمًا أفضل لطبيعة الحزن الحقيقية وكيفية الاعتناء به بطرق لا تنبذ الألم أو تزيده حدةً فإن ذلك يمكنه أن يخلق ثقافة أكثر دعمًا وحبًا وعونًا تجاهه، وكما قالت أم ذات مرة: "أنت لا تتجاوز الأمر أبدًا بل تتعوّده، ولا تمضي قدمًا أبدًا بل تتقدم للأمام فقط".

 
 
 

1 comentário


sara.abdelfattah95
28 de set. de 2018

المقال رائع ، جانب تفهم واستيعاب حزن وألم الأشخاص 💙

Curtir

©2018 by psychotopia. Proudly created with Wix.com

bottom of page