وجع الانفصال
- psychotopia
- Dec 22, 2018
- 2 min read
بقلم : أسماء عبدالغني
إنه ذلك الدواء القادر علي إسعادك، مادته الفعالة تستطيع إصلاح كل مشاكلك، تسطيع أن تنسينك حبيبََا فارقك و صديقًا خدعك.
ولكن هناك عيب واحد طفيف ؛أنك لا تستطيع أن تراها، فقط تستطيع الشعور بها بل و خلقها .
سأخبرك كيف..
لكن أخبرني أولًا لم تعامل حزنك وكأنه ذلك المنبوذ الذي خيم بحظه التعيس علي حياتك؟، لِمَ لا أراك تفعل ذلك مع سعادتك، غضبك، أو غيرها من المشاعر؟؛أتفهم ما تسبب به الحزن من آلام ولكنه كان أيضا السبب في دفعك للأمام في إعادتك لحالة الاتزان.
إن حياتك هي الخط الذي ترسمه فإذا ما انحرفت يدك لأسفل تعلو بها لتكمل رسمه وإذا ما ارتفعت عاليا فإن الحزن يعيدك له كي لا تضل غايتك.
لذا احترم حزنك لا تنكره واعطه وقتًا كافيًا فهو يستحقه ،أو بالأحري جسدك يستحقه ؛ ففي تجربة قامت بها جامعة كولاردو بولدر علي 40 متطوعًا عانوا من الانفصال عن حبيب منذ 6 شهور ،وبالكشف علي أدمغتهم وُجِد أن نشاط أجزاء معينة بأدمغتهم يشبه ذلك الموجود في مرضى الاكتئاب، بل أن المناطق الخاصة بالإحساس بالألم الجسدي تعمل عند رؤية صورة للحبيبب المفارق مثلما تعمل عند لمس جمرة مشتعلة.
قد تتسائل لم يعذبك عقلك هكذا ؟ لكنها خلقته التي فُطِر عليها منذ القدم. فالرفض، الطرد من القبيلة كان من شأنه أن يتسبب في موتك في العصور القديمة .
لكنك خُلِقت قوي أو هكذا أثبت العلم ،فعند فحص أدمغة المتطوعين أنفسهم، وُجِد أنه إلى جانب نشاط المناطق الخاصة بالاكتئاب و الألم، تنشط مناطق أخرى مسؤولة عن اختيار القرارات الصائبة و إيقاف الأفعال المتهورة ، ما يمكنه أن يجعلك شخص أفضل.
لذا إذا مازلت تسأل عن ذلك الدواء :
سأخبرك -ولكن إن لم ترق لك الإجابة انتظر الفقرة الأخيرة-
إنها ثقتك بذاتك..أنت لست ذلك الكسير خائر القوى الذي لا يعرف من أين الخروج، لديك الطريقين بداخل عقلك: الألم وقارب النجاة وهو مُجَهز جيدا
فقط اعترف لنفسك أنك حزين ولا عيب في ذلك ، ثق أن القارب موجود، ينقصك تعلم قيادته
لا تلعن حزنك، عندها سيأكلك ولكن اقبله ..اقبله كمرحلة مؤقتة ستخرج منها بالتدريج –سأذكرك مجددا عقلك مُجهز لذلك فقط ثق به-
أبتعد عن مسببات الحزن، لا تنظر لصور ذلك المفارق و لا تبحث عن أخبار ذلك الخائن.
تقدم للأمام، مارس الرياضة، اقرأ الكتب ،وعد إلى هوايتك القديمة.
صحيح، أتذكُر هؤلاء المتطوعين الذين خضعوا لفحص نشاط أدمغتهم عند رؤيتهم لصور أحبتهم المفارقين؟،لم أكمل لك التجربة، أعطاهم الباحثون كبسولات دواء فارغة وزعموا أن بها مادة فعالة تلغي الألم العاطفي وأخضعوهم مرة أخرى لفحص الدماغ ..هل توقعت النتيجة؟
إن مناطق الإحساس بالألم لم تنشط هذه المرة، فقط بسبب الوثوق بنتيجة دواء فارغ ..
إذا كانت تلك نتيجة الثقة باللاشيء، فما بالك بثقتك بنفسك، تستطيع صنع المعجزات!.
المصادر:
Comentarios