الضحية هى أنا
- psychotopia
- Sep 20, 2018
- 2 min read
بقلم : مى محسن
"المسكين أنا" ... "أنا لا أستطيع" "أنظر كيف حاولت، لكن جعلوني أفشل" "أنا بريء"..."أنا ضحية" "الجميع يتقصد إيذائي ويرحل" "أجل ..ولكن.."
كل منا يمر بلحظات عديدة من الحزن والأسى.. وربما نشعر ببعض الشفقة تجاه ذواتنا جراء ما نمر به .. فالحياة ليست دائما وردية . ولكن.... هناك فرق بين ما نشعر به من حالة مؤقته لرثاء الذات "الـ Self-pity" وما سنتحدث عنه اليوم ... وهو الشخص الغارق في هوية الضحية أو ما نطلق عليه الـ " Self Victimation " كثيرون هم أصحاب هذا النمط في حياة كلِ منا ... لذا لنتحدث عن السيناريو الخاص بهذا الدور...
إن محور لعبته أولا وأخيرا هو الإبتزاز العاطفي ... سيحاول أن يصور نفسه أمامك أنه مغلوب على أمره، وأن مفاتيح القرار مُفلتة من يده سييبالغ في توصيف ضعفه و يحاول قدر الإمكان خلق هالة من الظهور بدور الضعيف، فاقد الحيلة ... أهم دافع لديه هو كسب التعاطف، الإهتمام، والشفقة _حتى وإن لم يكن لديه مشكلة حقيقية_ فإما أن يبالغ بواحدة، أو يختلق أخرى؛ فقط لتصب تركيزك عليه... شخص غير متحمل للمسؤولية، يتهرب من النتائج، يعلق عدم تقدمه بالحياة على شماعات القدر، والأهل، والظروف، وأي صاحب سلطة، لا يثق بأحد ويحاول دوما أن يوصل هذا الأمر لك من خلال تاكيده المستمر على أن: فقدان ثقته بالآخر نابعة عن معاملتهم السيئة له ،وأن ضعفه الذي تراه ماهو إلا نتاج عمل الآخرين معه يشكو كثيرا لكن لا يريد حلا لمشكلته، يريدك أن تواسيه وتدير إنتباهك نحوه في المقام الأول... شكَّاء بكَّاء، يشعر دائما بالقهر والظلم وبهما يستدرج عاطفة الشفقة داخلك نحوه ... أحيانا يمارس هذا الدور"كوسيلة دفاعية" لتقليل حجم الصدمات _إن حدثت_ فكأنه يعيش دور من تدهسه الحياة تحسبا لأن تدهسه بالفعل!، فيصبح على أهبة استعداده لها فإن حدث فها هو لم يتغير معه شيء وإن لم يحدث ؛ فلا مشكلة ، ها أنا ذا .. يميز كل الصدمات والصعوبات التي قد مرت او تمر بحياته خاصة بفترة الطفولة يحفظها عن ظهر غيب ويستخدمها كحيلة عبقرية للبقاء فإن كانت الحياة دار الشقاء يمكنها ان تحمل طموحه عاليا ذات مرة او تحط منه بأخرى فها هو يتجنب هذه الفوضى العارمة بأن يصبح ضحية دائما استعدادا منه للمجهول الذي يخافه.
معضلة الـ "Victim Identity " أنه سلوك إدماني وإدمانه يجعل صاحبه ينغمس في الدور دائما وأبدا ليصبح سلوك ملاصق لشخصيته .. ومتداخل كليا مع كيانه ووجوده ..فيجعله يشكو بداخل الفرح ،يصدق بضعفه ويشعر بأنه لن يجني الأفضل أبدا... لا لإنه يرى عدم إستحقاقه للأفضل كما يدَّعي؛ لكن لأنه يؤمن أن الحياة صعبة في جميع الأحوال .. فلا داعي للنهوض .. "سأسقط مجددا" إن علاج صاحب عقلية الضحية يعتمد على: تغيير إعتقاده بشكل مبدأي، فمشكلته الحاليه أشبه بكره خيط ما ان تجذب طرفها حتى تتدحرج الكرة بيدك لتكشف عن كتلة اخرى من الخيط أكثر تعقيدا !... لذا العلاج يبدأ بمحاولة اقناعه بإحتمالية خطأ أفكاره، ومن ثم مساعدته على بناء إدراك ، ووعي بذاته الحقيقية التي انطوت خلف غبار افكاره.. ثم تبدأ مراحل أكثر خصوصية وعمق من العلاج ليصل لنتيجة: أنه ربما هو ذاته من يخلق مشاكله بنفسه ، ومن ثم عليه أن يراجع كل معتقداته وأفكاره عن نفسه وعن الحياة إن كان بحياتك من يعاني من الـ" Victim Identity " فحاول قدر الإمكان أثناء تعاملك معه ألا تقلل من حجم شكوته وألمه .. لكن إحترس أن تشجعه على الإنغماس في الدور أكثر فأكثر .. تكلم معه بمنطقك الواعي وحاول إستدراجه للواقع الذي نعيشه ولا تجعله يمتصك ويسحبك بداخل عالمه .. وأجعل خطوط أمانك واضحة نصب عينك أولا وأخيرا
Comentarios