top of page

الإيذاء العاطفى

  • Writer: psychotopia
    psychotopia
  • Oct 13, 2018
  • 5 min read

بقلم : إيمان حبور


عن العلاقات السامة .. ما هو الإيذاء العاطفي أو العنف النفسي Emotional Abuse ؟..وكيف نتعافى منه ؟


أن تشعر بأنك تحت وطأة الإهانة والتجريح بشكل مستمر، بأنك غير كافٍ أبدًا، بأنك على قلقٍ واضطراب متواصل، إذا كانت أي من تلك الجُمَل تصف علاقتك بشخص ما فأنت على الأرجح تتعرض للإيذاء العاطفي أو العنف النفسي.

وتتضمن الكثير من العلاقات السامة جوانب من الإيذاء العاطفي، وعادةً ما يكون هدف الشخص المؤذي هو تدمير شعورك بالاستقلالية وتقديرك لذاتك وثقتك بنفسك.

ويؤدي هذا النمط المؤذي إلى الشعور الدائم بأنك محتجز؛ حيث تصبح جريحًا لدرجة لا تسمح لك بتحمل هذه العلاقة لوقت أطول ولكنك أيضًا خائف من المغادرة فعقلك الباطن يصور لك أنك إذا انفصلت عن هذا الشخص لن يبقى لك شيء في الحياة ولن يقبل بك شخص آخر، وهكذا تصبح عالقًا داخل هذه الدائرة الخبيثة.

ما هو تعريف الإيذاء العاطفي؟


يتم تعريف الإيذاء العاطفي Emotional Abuse على أنه أي فعل يتضمن تقييدًا أو عزلًا أو إهانة شفهية أو إذلالًا أو تخويفًا أو تصغيرًا، أو أي معاملة أخرى قد تؤدي إلى تقليص شعور الشخص بهويته وكرامته وتقديره لذاته.

كما يعرّف الباحثون الإيذاء العاطفي على أنه عنف نفسي أو عنف شفهي مزمن، ويصعب التعرّف على الإيذاء العاطفي فقد يكون خادعًا وخفيًا أو صريحًا ومتلاعبًا، وفي كلتا الحالتين يعاني الأشخاص الذين قد تعرضوا للإيذاء العاطفي من انعدام الثقة بالنفس كما يُظهرون تغيرات في الشخصية كالانطواء والانعزال، وقد يصابون بالاكتئاب والقلق والميول الانتحارية.



علامات الإيذاء العاطفي في العلاقة:


١- عندما يكون شريكك متحكمًا للغاية: إذا كنت تشعر بأنك في حاجة دائمة لطلب الإذن منه قبل فعل أي شيء وأنه هو الشخص الذي يمتلك حق اتخاذ كل قراراتك الكبرى عنك.

٢- عندما يكون شريكك متزمتًا وغير عقلاني: إذا كنت تشعر بأنه لا فائدة تُرجَى من محاولة التفاوض معه لأنه دائمًا ما يجد لنفسه مبررًا ولا يأخذ وجهة نظرك على محمل الجد مطلقًا.

٣- عندما تشعر بأنك مضطر لأن تكون حذرًا للغاية بالقرب منه: إذا كان مزاجه مخيفًا وغير متوقع بالنسبة لك ودومًا ما يجرحك تحقيره المستمر لك كسِكِّين، وتبعًا لذلك تجد نفسًا حذرًا أكثر من اللازم حتى لا تزعجه.

٤- عندما يكون لطيفًا للغاية تجاهك ثم يتحول إلى شخص بارد منعدم الشعور: يلجأ الشخص المؤذي أحيانًا لأن يكون لطيفًا ومحبًا تجاهك حتى يحكم السيطرة عليك ويجعلك تشك في منظورك، وهذا ما يجعلك تستمر في هذه العلاقة؛ سعيك الدائم للجانب اللطيف والمحب من شريكك المؤذي.

٥- عندما يثبِّطك عن العودة للدراسة أو البحث عن وظيفة: إذا كان دومًا يقنعك "بأسبابه الوجيهة الخاصة" بالبقاء حيث أنت فلا تحظى معه بأي فرصة للنمو أو التحدي أو إشباع قدراتك.

٦- عندما يحثك على عدم مقابلة أصدقائك أو أقاربك: إذا وجدت نفسك منعزلًا أكثر وأكثر لأن شريكك انتقادي للغاية تجاه أصدقائك وعلاقاتك، وعندها يقل تدريجيًا عدد الأشخاص الموجودين في حياتك والذين يمتلكون منظورًا مخالفًا لشريكك.

٧- عندما يجعلك تشعر بأنك غبي وقبيح وأخرق وغير كفء وعديم الفائدة: وبمرور الوقت تبدأ في تصديق أنك عديم القيمة أو أنك تستحق هذه المعاملة السيئة التي تتلقاها ولا تستحق شيئًا أفضل.

٨- عندما تكون حاجات شريكك هي الأولوية الدائمة: إذا كان شريكك لا يمانع أن يضع حاجاته الخاصة أولًا، وإذا كان دومًا ما يصف حاجاتك بأنها تافهة ومفرطة وغير عقلانية.

٩- عندما يذكِّرك دائمًا بأنك لن تقوَى على التأقلم مع الحياة بدونه: إذا كان دائمًا ما يوحي لك أو يخبرك صراحةً بأنك إذا تركته سينتهي بك المطاف وحيدًا منبوذًا لن يقبل أحد أن يعتني بك من بعده.

١٠- عندما يعاملك بطرق تؤدي إلى شعورك بالإذلال أو الخزي: إذا كان ينتقدك أمام أشخاص آخرين أو يتعمد التحقير من شأنك بأي طريقة سواء سرًا أو علانيةً.



كيفية التعافي من الإيذاء العاطفي:


١- عليك أن تدرك أن المشكلة لا تكمن فيك:

يجب أن تدرك أن الشخص المؤذي هو الذي يعاني من مشاكل لا أنت، وبمجرد أن تعترف بأنك طبيعي وكُفء في حين أنه ليس كذلك سيصبح من السهل تفهم الموقف.

٢- لا تعِش في إنكار:

لا تبحث لشريكك عن أعذار إذا كان مؤذيًا، فقط تقبل أنك قد تعرضت للإيذاء الذي قد أثر بشكل ضار على حالتك النفسية والعاطفية، حيث يعد التقبُّل جزءًا من الحل.

٣- قم بتقييم علاقتك وعواقب قراراتك:

إذا كانت العلاقة مقرّبة مثل علاقتك بزوجك أو فرد في العائلة يجب أن تزن قراراتك بحذر بالغ كي لا يكون الضرر أسوأ بكثير على كليكما.

٤- ضع حدودًا:

يجب أن تضع حدودًا واضحة للغاية لا يجب التعدى عليها، ومن المهم أيضًا وضع عواقب إذا تم تخطي تلك الحدود، فإذا واصلت فرض الحدود سوف تمثل رادعًا قويًا للشخص المؤذي.

٥- قم بمواجهة الشخص المؤذي مباشرة طوال الوقت:

إن الأشخاص المؤذيين عاطفيًا يستغلون ضعف الطرف الآخر، لذا يجب أن تواجههم بشكل مباشر وحاسم حتى يصبح من الواضح أن سلوكهم غير مقبول.

٦- اقطع العلاقة:

إذا كان الشخص مؤذيًا للغاية وقد فاض بك الكيل يجب أن تقطع العلاقة بشكل نهائي لا يكون فيه مجال للمناقشة، وهذا سيكون قرارًا صعبًا لكنه لمصلحتك.

٧- عليك أن تدرك أنك لا تستطيع إصلاح الشخص المؤذي:

حتى إذا بذلت أقصى جهودك لن تتمكن أبدًا من تغيير شخص مؤذٍ من خلال التصرف على نحو مختلف أو تغيير شخصيتك لإرضائه، فقط ذكِّر نفسك باستمرار أنك لا تستطيع التحكم في تصرفاته وأنك غير ملام على خياراته، والشيء الوحيد الذي تستطيع إصلاحه هو استجابتك.

٨- الجأ للحصول على مساعدة أخصائي:

إذا تعرضت لإيذاء عاطفي قد أحدث فيك أثرًا عميقًا فإن من المهم اللجوء للحصول على مساعدة أخصائي نفسي لتقييم موقفك الحالي وكتابة وصفة طبية للشفاء والتعافي بعد الصدمة، فالتعافي من الصدمة العاطفية قد يكون عملية صعبة وطويلة.

٩- ابحث عن علاقات صحية جديدة:

إذا كنت قد خرجت لتوك من علاقة مؤذية عاطفيًا اسعَ للحصول على الدعم النفسي بين أفراد عائلتك وأصدقائك وزملائك أو حتى من المجتمع المحيط، حيث يمكن أن يقدموا لك تعزية عظيمة لتسريع عملية التعافي.

١٠- امضِ قدمًا:

لا تتشبث بالماضي، فالحياة أقصر من أن تقضيها في سجن الماضي، بل تطلع إلى المستقبل وكل احتمالات السعادة والراحة التي تنتظرك فيه.



لماذا يصبح المضي قدمًا بعد علاقة مؤذية صعبًا للغاية؟


إن التخلص من علاقة مؤذية يمكن أن يكون واحدًا من أصعب القرارات، فحتى بعد أن يغادر شريكك السابق حياتك يمكن أن تلازمك الآثار العاطفية والنفسية الناجمة لوقت طويل، فقد تعاني من الاكتئاب والذنب والغضب والفقد حتى أنك قد تعاني من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، وتستمر في التفكير في التعليقات الصغيرة التي اعتاد شريكك السابق أن يقولها ليحطمك ويقوِّض ثقتك بذاتك.

إن البقاء في علاقة مؤذية أو الانفصال ثم الرجوع مرات متعددة (وهو شيء شائع في هذه العلاقات) قد يؤذي ثقتك بذاتك ويجعلك تشك بنفسك، لدرجة أنك قد تتساءل حيال صحة قرار الانفصال، إلا أن أهم شيء يجب أن تتذكره هو أنك قد غادرت بالفعل وأن الأمر قد تطلب منك قدرًا كبيرًا من القوة.


والآن حان وقت توجيه شجاعتك ناحية التعافي والعودة إلى ذاتك السعيدة والصحية مرة أخرى، وذلك من خلال إعادة بناء شعورك بالأمان مرة أخرى، ومنح نفسك الوقت الكافي للحزن والغضب، لتتمكن بعد مرور تلك الفترة من إعادة الارتباط بالحياة الطبيعية ثانيةً.

تحلَّ بالشجاعة

في بداية الأمر عندما يبدأ الضباب في الانقشاع سوف تنظر إلى ذاتك القديمة مصدومًا مشمئزًا، ثم لاحقًا ستنظر إلى ذاتك القديمة بحزن، ثم بتفهُّم، وفي النهاية سوف تشعر بفخر عميق تجاه اللحظة التي قررت فيها المغادرة حتى لو لم تكن ترغب في المغادرة لأنك قد فعلت ذلك بإيمان أعمى أن الحياة يمكن أن تكون أفضل على الجانب الآخر، قد فعلت ذلك محملًا بالأمل .. ولا شيء غير الأمل،
لم تكن تعلم كيف ستتصرف،
وكان ذلك شجاعًا للغاية. 
 
 
 

Comments


©2018 by psychotopia. Proudly created with Wix.com

bottom of page