اضطراب ثنائي القطب
- psychotopia
- Oct 11, 2018
- 4 min read
بقلم : ريم حلبي
الاضطراب ثنائي القطب، الذي كان يُعرف في السابق باسم الاكتئاب الهوسي، عبارة عن حالة صحية عقلية تتسبب في تقلبات مزاجية مفرطة تتضمن الارتفاعات (الهوس أو الهوس الخفيف) والانخفاضات (الاكتئاب) .
قد يتبادر الى أذهاننا أن التقلبات المزاجية التي نتعرض لها فى حياتنا اليومية هى أحد أعراض الاضطراب ثنائي القطب حيث انها مِزاج من السعادة المتبادلة مع الحزن .. و لكن شتان ما بين هذا و ذاك و لمعرفة الفارق بينهم سنتكلم بدايةً عن مرض اضطراب ثنائى القطب و أعراضه و الذى يتكون من قطبين أساسيين و هم الهوس او الهوس الجنونى و الهوس الإكتئابي
الأعراض
وقد تشمل الإصابة بالهوس أو الهوس الخفيف تبادلاً مع الاكتئاب ..
أعراض الهوس
" كنت ابتاع كل ماتقع عليه عيني حتى أنني كنت اضطر للاستلاف او الاقتراض .. لا اتوقف عن الحديث و الغناء بصوت مرتفع و الحركة الدائمة, تتضاعف انتاجيتي فى فترات الهوسي, اصاب بالارق أيام و أيام دون أى اعياء "
ما سبق كان حديث متعافية من المرض و منه نرى انه أثناء نوبات الهوس، يكون من الشائع التعرض لمشاعر الإيفوريا (الشعور الحاد بالإثارة والسعادة)، والحالة الإبداعية القوية، والوعي المضاعف و تستمر نوبات الهوس لساعات قليلة أو تمتد إلى أيام وأسابيع .. و من تلك الأعراض :
· الشعور بالمكانة العالية، و أنك تمتلك قدرات خاصة
· التحدث بسرعة شديدة، بحيث لا يقدر أي شخص يستمع إليه على إدراك ما يقوله.
· الاستيقاظ لوقت متأخر في الليل والنوم لساعات قليلة معدودة، مع عدم الشعور بالتعب في اليوم التالي
· في بعض الحالات النادرة، الهلوسة
نوبات الاكتئاب
تتضمن نوبة الاكتئاب الحاد أعراضًا بالغة الشدة بحيث تسبب صعوبة ملحوظة في أداء الأنشطة اليومية:
· حالة مزاج مكتئب، مثل الشعور بالحزن أو الفراغ أو اليأس أو الرغبة في البكاء
· فقدان الشغف
· فقدان كبير في الوزن أو الزيادة في الوزن
· إما كثرة الأرق وإما كثرة النوم , اما الضجر وإما بطء السلوك
· الإعياء أو فقدان الطاقة , الشعور بانعدام القيمة أو الذنب الشديد أو غير الملائم
· التفكير في الانتحار أو التخطيط له
مما سبق يتضح لنا الفروق جليّة ما بين التقلبات المزاجية اليومية او الموسمية و ما بين مرض اضطراب ثنائي القطب و اهم تلك الاختلافات :
· فترة كل قطب منهم طويلة قد تستمر لأيام او أسابيع و شهور اما التقلبات المزاجية قد تتكرر بشكل اسرع
· التقلبات المزاجية لا تؤثر على عقلية صاحبها ولا تجبره على افعال غير منطقية و غير مسئولة على عكس تصرفات المريض
· فترة الحزن المصاحبة للتقلبات المزاجية لا ترتبط بتغير شديد فى الوزن او فى نظام النوم الخاص به
التقلبات المزاجية عبارة عن حزنٍ و فرح .. اما هذا المرض فهو هوسٌ و اكتئاب
لستُ مريضًا .. فماذا يمكننى أن أفعل لمساعدة من يعاني ؟ عليك أن تتعامل معه بطريقة صحيحة و تساعدة دون اجبار أن يذهب لطبيب معالج و تلك بعض النصائح الهامة للتعامل السليم مع المريض ..
فعند إصابة فرد من أفراد العائلة بهذا المرض يحتاج التعامل معه إلى التحلي بالصبر والتعاطف، ويكون التعامل معه من خلال هذه الطرق الآتية:
· عدم الحثّ المستمر على اختلاطه بالآخرين؛ لأنّ المريض يضطرب سريعًا
· الابتعاد عن مراقبة لمريض؛ لأنّ ذلك يزعجه خاصة عندما يكون منهمكاً بإنجاز بعض الأعمال.
· عدم مضايقة المريض، ونقد تصرفاته بشكل مستمر.
· الابتعاد عن تهديد المريض بأخذه إلى المستشفى للعلاج.
· عدم حث المريض على تغيير تصرفاته؛ لأنه لا يستطيع طوعاً أن يغيّر من تصرفاته.
· مساعدة المريض على توضيح الحقيقة؛ لأن المريض تصيبه التخيلات، وعدم تمييز الحقيقة.
· عدم التظاهر بقبول أفكاره المرضية، وعدم نقضه شخصياً ولكن اللجوء إلى نقد سلوكه بطريقة سليمة..
و ما العمل .. ما الحل ؟؟ إنه الطبيب و العلاج : العلاج الدوائي : مثل مثبتات المزاج و بعض مضادات الإكتئاب .. العلاج النفسي : و هو عبارة عن جلسات دعم للمريض و هي غير مقتصرة على الطبيب فقط بل تحتاج للدعم و التثبيت العائلي أيضا العلاج بجلسات كهربائية : يقتصر على الحالات المتأخرة و الخطيرة فقط
قد يتبادر إلى أذهاننا أن وضع مريض اضطراب ثنائي القطب أقل خطرا من سائر الأمراض النفسية لا سيما أنه يكون معافى تماما ما بين النوبات .. و لكن قد تتطور و تسوء حالة المريض للحد الذي قد يودي بحياته !!
((( قد يحاول المريض التخلص من معاناته بالانتحار !!!! )))
و لكن الانتحار لا يحدث خطوة واحدة .. بل له مقدمات كثيرة و عديدة ,, متى رأيت أحدها سارع باستشارة طبيب فى الحال .
و من تلك المؤشرات :
كثرة الحديث عن الموت و الانتحار و ان وجوده يتساوى مع عدمه
زيادة حدة نوبات اكتئابه أو مصاحبتها بهدوء تام بدلا من الحزن
القيام ببعض الأفعال الخطيرة غير المعتادة كزيادة سرعة قياديه بطريقة جنونية أو استخدام الآلات الحادة في غير مواضعها أو عدم الحرص فى التعامل مع الأخطار
فقدان تام في الشغف تجاه ما كان يسعده من قبل و اهتمامه المفاجئ بالحديث عن الموتى و ما يشعرون به و متابعه أخبار الكوارث و ما إلى ذلك .
و لكن متى احتاج أن آخذ قراري و استشير طبيبا حتى لا نصل للمرحلة الخطر ؟؟
على الرغم من تقلبات المزاج المتطرفة، لا يدرك الأشخاص المصابون باضطراب ثنائي القطب في كثير من الأحيان مدى الضرر الذي يسببه عدم استقرارهم العاطفي لحياتهم وحياة أحبائهم، ولا يتلقون العلاج الذي يحتاجونه. وإذا كنت مثل بعض الأشخاص الذين يعانون اضطراب ثنائي القطب، فقد تستمتع بمشاعر النشوة، وبدورات تكون فيها أكثر إنتاجية. ومع ذلك، يتبع هذه النشوة دائمًا انهيار انفعالي، يمكن أن يرديك مكتئبًا منهكًا بل وربما يصل بك إلى مأزق مالي، أو قانوني، أو متعلق بعلاقة شخصية نتاج أفعالك فى نوبات الهوس .. لا يتحسن اضطراب ثنائي القطب من تلقاء نفسه. بل سيساعدك تلقي العلاج من أخصائي الصحة النفسية ذي الخبرة في السيطرة على أعراضك.
Comments