اضطراب التعلق عند الأطفال

بقلم : ريم حلبي

تحرير : غيداء الصاوي

من الطبيعي أن نجد ارتباطًا شديدًا بين الطفل وأمه، أو الشخص المتكفل برعايته، و لكن ماذا إذا وجدنا طفلًا "منطويًا"، و ماذا إذا وجدنا طفلًا لا يستطيع أن يقوم بتكوين علاقة قوية مع عائلته؟

اضطراب التعلق (Attachment disorder) هو مصطلح واسع يهدف إلى وصف اضطرابات في المزاج، والسلوك، والعلاقات الاجتماعية الناشئة عن الفشل في تشكيل تعلق طبيعي مع مقدم الرعاية الأولية في مرحلة الطفولة المبكرة. وهذا الفشل قد ينشأ من تجارب استثنائية من الإهمال، والإساءة، أو العنف الأسري، الانفصال المفاجئ عن مقدمي الرعاية بين 6 أشهر وثلاث سنوات من العمر، والتغير المتكرر أو الزيادة المفرطة لعدد مقدمي الرعاية، أو الانفصال عن العائلة لفترة طويلة لأسباب صحية؛ مما يجعل بعض الأفكار الخاطئة تتشكل في اللاوعي الخاص بهم، بأنهم لا يمكنهم الاعتماد على الشخص المتكفل برعايتهم، وبالتالي يحدث فقدان لإحساسهم بالأمان حتى في وجوده.

بعض أسباب هذا الاضطراب:

- طفل يبكى لفترات دون تلقي اهتمام و رعاية.

- طفل جائع, طفل يحتاج لتغيير ملابسه لساعات دون استجابة.

- فقر بيئي (لايوجد من يتحدث إليه, لا يوجد من يلاعبه،...) فيشعر الطفل بالوحدة.

- لا يرى الاهتمام إلا وقت الخطر فقط (مثال: عند اقترابه من مصدر ناري).

- يتعرض للإهانة و التعنيف الدائم -رغم صغر سنه-.

(طفلك شخص مكتمل الشعور والإحساس ولكنه يفقتر لفهم الأسباب)

هناك بعض الأعراض الأولية التي تعتبر إنذار خطر مبدئي:

لا ينظر في عينك مباشرةً.

لا يبتسم كثيرًا.

يرفض دائمًا مجهوداتك لتهدئته إذا ثار.

لا يشعر بغياب العائلة، و لا يظهر سعادةً بعودتهم.

لا يحدث الأصوات المعتادة من الأطفال (غغغغغغ).

أهم الأعراض :

الخوف أو الحزن أو الهياج دون مبرر واضح.

ظهور علامات الخمول و الكسل الدائم.

مراقبة الآخرين عن كثب دون الانخراط في التفاعلات الاجتماعية.

عدم طلب العون أو المساعدة.

عدم التواصل عند حمله.

عدم الاهتمام بممارسة ألعاب الأطفال التفاعلية أو لعبة الاختفاء.

فكر في الحصول على تقييم إذا أظهر طفلك أي علاماتٍ من المذكورة أعلاه، يمكن أن تظهر العلامات لدى الأطفال الذين لا يعانون من اضطراب التعلق التفاعلي، أو الذين يعانون اضطرابًا آخر، مثل: (اضطراب طيف التوحد)، فمن المهم أن يتم تقييم طفلك من قبل طبيب نفسي للأطفال.

علاج اضطراب التعلق:

من المعتقد أن الأطفال المصابون باضطراب التعلق التفاعلي لديهم القدرة على تشكيل الرواب، ولكن لابد من أن يشمل كل من الطفل والوالدين، أو مقدمي الرعاية الأوليين.

وأهداف العلاج هي المساعدة في ضمان أن الطفل:

لديه ظروف معيشية آمنة ومستقرة.

يُنمي تفاعلاتٍ إيجابية، ويقوِّي الروابط مع الوالدين ومقدمي الرعاية.

توفير مقدمي رعاية ثابتين، لتشجيع تكوين روابط ثابتة لدى الطفل.

توفير بيئة إيجابية ومحفزة وتفاعلية للطفل.

معالجة احتياجات الطفل للصحة والسلامة والسكن -حسب الحاجة-.

تثقيف الوالدين ومقدمي الرعاية حول الحالة.

دروس مهارات التربية.

كيف أقي طفلي؟

o خذ دروسًا أو تطوع مع الأطفال إذا كنت تفتقر إلى الخبرة أو المهارة للتعامل مع الرضَّع أو الأطفال، سيساعدك هذا في تعلم كيفية التفاعل بطريقة تفيد التنشئة.

تفاعل مع طفلك عن طريق الكثير من اللعب، والحديث معه، والتواصل البصري، والابتسام.

تعلم تفسير إشارات طفلك، مثل: (أنواع البكاء المختلفة)؛ لتتمكن من تلبية جميع احتياجاته بشكل صحيح.

قم بأداء استجابات لفظية و غير لفظية لتعبر عن مشاعرك للطفل، من خلال اللمس، أو تعابير الوجه، أو نبرة الصوت.

---

المصادر:

https://www.mayoclinic.org/ar/diseases-conditions/reactive-attachment-disorder/symptoms-causes/syc-20352939

https://www.healthline.com/health/reactive-attachment-disorder-of-infancy-or-early-childhood

https://youtu.be/UOYhLgX9QrE

https://www.helpguide.org/articles/parenting-family/attachment-issues-and-reactive-attachment-disorders.htm