top of page

خاطرة..عن الاكتئاب

  • Writer: psychotopia
    psychotopia
  • Nov 23, 2018
  • 2 min read

وجب الاعتراف الآن أنني شخص يخاف دائمًا وقلق دائمًا ،لكن الذي يثير استفهامي حول نفسي أنني لا أخشى الموت بل انتظره ؛انتظره كأنه صديق قريب أشتاق له ،أو حبيب رغم فراقه لكن اليقين داخلي يؤكد أنه قادم. رُبما أفعل هذا لأنه الحقيقة المؤكدة في هذا الكون الكبير الذي تداخلت به السُبل ،وتشابهت فيه الصور ،وبهتت به الرسوم . أو لأني أقررت أن المتغيرات هي الثابت الوحيد ؟

تعددت أمامي صور الموت ،واختلفت أسبابه بالأخير النهاية معروفة الموت . على الأغلب القادم سيكون حديث وسرد لقصص مختلفة لكنها حدث .


سيدة خمسينية تمتلك من الصفات جميلها كزهرة تنفرد عن دونها بعطر مختلف . تتفاجئ بأن تلك الزهرة أعياها كاسر الأجساد "السرطان " ، يبدو الأمر عاديًا لأننا صِرنا نسمع عنه كل وقت ،ونسمع عمن تحرروا من أسره . كانت محاربة تود إنقاذ العالم لكن تلك المحاربة لم تتغلب على عدوها وأخذها الذي أنتظره ....

شاب عشريني بعد صراع مع ثعبان الأرواح "الاكتئاب" ظل أربع سنوات يقاتل وحده ،أو ربما في بداية الأمر دعمه صديق مقرب ،أو طبيبه في النهاية ظل يصارع وحده ذاك المجرم الخفي حتى أفنى روحه فبات الجسد لايثمن ولا يغني ...


القصتان لمرضى جسد وروح ، ولكن الأمر فيه تأكيد حين يفنى الجسد تنفى الروح والعكس بفارق الأسباب والوسيلة فكلاهما فناء لصحابهما .

أؤمن جيدًا أن المرء كلما كانت علاقته بالله وثيقة قلما أصيب بالإنهزام ؛لكني أؤمن أيضًا أننا أحيانًا نشبه الأروقة المهجورة بلا أصوات تترنم بها

أو أوتار آلة قديمة انقطعت تتعطش للعزف ،والألحان .


أكتب لأني أحتاج قول هذا الاكتئاب مرض نفسي قاتل ومزمن كالسرطان كلاهما يأكل ممن أبتلى به .ولأني عجزت عن مساعدة أبطال القصتين ، لأن المساعدة كانت واجبة لا لأعرف كيف ؛ فأنا لا أعرفهم بل أعرف قصصهم وغيرها . في كل مرة يتملكني نفس الشعور بين العجز والانتظار ..انتظار دوري ،وأعود وأخبر نفسي ومن يشبهونني حق علينا ألا نترك نفسنا لوساوسنا لنقرأ، لنتدبر ،لنتأمل، لنخبر أرواحنا أنها تستحق ألا تعجز ألا تألم كل هذا الألم ،ألا تنتظر إتكاءً فكل على غير خالقنا عرج شئنا أم أبينا في لحظة ما سنخذل وفي لحظة ما سنرى ضوء يتخلل أنفسنا بعد تلك الظلمة الخانقة ...


إليك سيدي المكتئب آسفة لأني في كل الأحوال سأكون نفس الشخص العاجزلأنني لا أعرفك ،أو غالبًا ستكون صديق لا يعلمني بما هزم نفسه.

وإن كنت الثاني فالأمر خطئي لأني تغافلت عن صورتك الباهتة وصدقت كذبك الضاحك .

أما الإكتئاب فلا اعتذار لك لأنك يومًا ستُغلب و سيبتسم لك محاربك بسمة الانتصار ..

Comentarios


©2018 by psychotopia. Proudly created with Wix.com

bottom of page